الاثنين، 19 سبتمبر 2011

ثلاثة أشهر في الفيسبوك!



أتيحت لي الفرصة في الصيف الماضي (2011) للعمل في شركة الفيسبوك، و الالتحاق بفريق عملها الذي يضم قرابة 3000 موظف أكثرهم من المهندسين. و قد ألح عليَّ العديد من الأصدقاء و الزملاء أن أكتب عن تجربتي، و أن أشارك معهم حكايات و مشاهدات و فوائد هذه التجربة.  

أتفهم بشدة هذا الطلب و ذلك الإلحاح، فموقع الفيسبوك أصبح محط الأنظار و العقول (و ربما القلوب!) في العالم عامةً و في عالمنا العربي خاصة، ينظر إليه الكثير من الناس بعين الإعجاب، كما ينظر إليه آخرون بعين الخوف و التوجس! و الجميع يريد أن يتعرف على الشركة التي تديره عن قرب، و أن يكتشف السر وراء صعودها السريع.

عبر سلسلة من التدوينات القصيرة سوف أنقل لكم خلاصة تجربتي، و أحكي لكم حكايات مثيرة و مدهشة و عجيبة عن الفيسبوك، أتمنى أن تكون مفيدة و ممتعة كذلك. و قبل أن أبدأ، دعوني أعرض عليكم بعض العناوين التي سأتحدث عنها خلال السلسلة:


  • الطريق إلى الفيسبوك.
  • اليوم الأول، يوم الثورة المصرية!
  • شركة بلا مكاتب!
  • كل شيء بالمجان!
  • العمل وقوفاً!
  • غرفة إدارة و تحريك الثوارت العربية!
  • من يستطيع أن يصل إلى معلوماتك الشخصية و ينتهك خصوصيتك؟
  • في ضيافة مارك زكربيرج!
  • الجزء الخفي من موقع الفيسبوك!
  • جوجل+!
  • .... و غيرها الكثير!

الحلقة الأولى: في الفيسبوك بالصدفة!

لم أكن قد خططت لتقديم طلب عمل في الفيسبوك و لا قصدت ذلك. كل ذلك حصل بالصدفة.

في بداية كل فصل دراسي تقوم الجامعة التي أدرس فيها (كغيرها من الجامعات هنا في أمريكا) بتخصيص يوم تستضيف فيه الشركات التي تبحث عن طلبة لتوظيفهم للعمل مؤقتاً خلال فترة الصيف، أو خريجين مرتقبين لاستقطابهم لفرص عمل دائمة بعد التخرج.

في ذلك اليوم ذهبت بدافع الفضول إلى حيث تجمعت الشركات لألقي نظرة على ما يجري هناك، و لم أكن قد طبعت سيرتي الذاتية، و لا لبست بدلة رسمية كما يفعل الطلبة الباحثين عن فرص عمل. كان ذلك في آخر اليوم و قبل ثلث ساعة فقط من مغادرة الشركات.

و عندما مررت بجوار الركن المخصص للفيسبوك كانت إحدى مندوبات الفيسبوك تتحدث لأحد الطلبة المهتمين عن الشركة، و عن فرص العمل المتوفرة لديهم، فوقفت أستمع من بعيد، فلاحظت الموظفة وجودي و انصاتي، فعرضت عليّ الانضمام للحوار ففعلت، و في نهاية حديثها طلبت منا سيرنا الذاتية إذا كنا مهتمين بالتقدم لوظيفة مؤقتة، فقام الطالب الثاني بإخراج ورقة من ملف كان يحمله و أعطاها إياها، أما أنا فاعتذرت لأني لم أكن مستعداً، و لأن سيرتي الذاتية لم تكن معي، فتهفمت الموقف و اقترحت علي أن أرسلها عبر الإيميل. و بالفعل في اليوم التالي مباشرةً أرسلت سيرتي الذاتية كما طُلب مني.

و بعد أسبوع تقريباً وصلتني من الفيسبوك دعوة لمقابلة توظيف، منذ اللحظة الأولى شعرت بارتياح للأمر و لم أتردد في قبول الدعوة.

 تم عقد المقابلات في مكتبة الجامعة، و كانت المقابلة بواقع جولتين على مدار يومين (خميس و جمعة). في الجولة الأولى كانت مدة المقابلة 30 دقيقة و غلب عليها الطابع التقني، إذ كانت أغلب الأسئلة تطلب صياغة خوارزمية لحل مشكلة معينة.

تخطيت بفضل الله الجولة الأولى، و انتقلت إلى الجولة الثانية. هذه المرة كانت مدة المقابلة 45 دقيقة و كانت أسئلتها منوعة ما بين أسئلة عامة عن الاهتمامات الأكاديمية و مجال البحث، و تبادل بعض الأفكار و الآراء عن الفيسبوك، ثم أسئلة برمجية كما كان في الجولة الأولى. 

كنت أتوقع أن تصلني النتيجة خلال أسبوع على الأكثر، و لكن هذا لم يحصل، فمر الأسبوع الأول، ثم الأسبوع الثاني، ثم الأسبوع الثالث دون أن يصلني أي رد سواءً بالإيجاب أو السلب، مع أني سمعت من بعض الطلبة الآخرين الذين شاركوا في المقابلات أنهم استلموا نتائج مقابلاتهم منذ الأسبوع الأول. انتابني بعض القلق، ثم تحول هذا القلق إلى اطمئنان عندما عرفت أن كل من وصلهم رد في الأسبوع الأول كان الرد سلبيياً.

بعد انتهاء الأسبوع الثالث دون وصول أي رد، قررت أن أرسل رسالة أسأل فيها عن حالة طلبي، و عن نتائج المقابلة، فجاءني الرد في نفس اليوم بأن النتائج كانت إيجابية، و أن عرض العمل الرسمي سيصلني بالإيميل في نهاية اليوم، ثم يصلني مطبوعاً بالبريد إلى عنوان البيت خلال يومين!

و من هنا بدأت الرحلة مع الفيسبوك!

في التدوينة القادمة سوف أخبركم عن اليوم الأول في الفيسبوك، و عن الذي قاله لنا مدير المنتجات في الشركة عن الثورة المصرية و عن علاقة الفيسبوك بها!



تنويه و تنصل: أنا هنا أروي تجربتي في الفيسبوك على شكل حكايات مضاف إليها حبكة درامية و مقطعة على حلقات بهدف التشويق و الامتاع. و لا يحق لأحد أن يقوم  بتحويل أي شيء أكتبه هنا إلى أخبار صحفية، أو كتابة أي خبر صحفي بناءً على  هذه الحلقات،  و لا يحق لأحد أن يعيد نشر الحلقات في أي وسيلة إعلامية دون إذن صريح وواضح و مباشر مني و قبل إطلاعي على محتوى ما سيتم نشره.

هناك 16 تعليقًا:

  1. أعتقد أنها تجربة مميزة تستحق التدوين ... و المشاركة
    رائع .. في انتظار المكنونات القادمة

    ردحذف
  2. شكراً على التشجيع يا علاء...

    التتمة ستأتي قريباً جداً.

    ردحذف
  3. تجربة رائعة تستحق القراءة .. أرجوا أن تكتبها لنا بكامل تفاصيلها ..

    اتمنى لك مزيداً من التقدم والتوفيق ان شاء الله

    ردحذف
  4. شكراً على التشجيع يا أحمد ... إن شاء الله سأكون مفصل بقدر الاستطاعة :)

    ردحذف
  5. بالتأكيد هي تجربة رائعة للعمل في هذه الشركة...
    نتمنى لك التوفيق يا أخ أمجد...
    ارجو مواصلة كتابة التجربة..

    ردحذف
  6. شكراً على مرورك يا سعد ... سأواصل الكتابة إن شاء الله .. و أرجو أن تتحقق الفائدة و المتعة للجميع.

    ردحذف
  7. متابعين معك أبويوسف .. وهي بالتأكيد تجربة ثرية بالفائدة والمتعة ..

    تحياتي

    ردحذف
  8. سعيد جدا بسماع اخبارك ابو يوسف، واتمنى لك دوام التقدم والنجاح دوما
    تحياتي لك

    ردحذف
  9. تجربة مفيدة بكل تأكيد .. اتمني الاستمرار في التدوين عن التجربة ..

    ربنا يوفقك يا أمجد ...

    ردحذف
  10. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  11. وأخييييراً؟؟
    شوقتنا.. وعندما حللت علينا بهذه التدوينة زاد شوقنا أكثر لما هو قادم يا مهندسنا الهمام
    وخصوصاً بما يتعلق والثورات العربية والفيس بوك
    اعتبرني من المرابطين هنا في هذه المدونة حتى أشفي نهمي لكل ما تجود به أناملك.. فلا تحرمنا من مداد يكحل أعيننا يا الغالي

    ردحذف
  12. تجربة أكثر من رائعة تتسم بالحيوية والمغامرة , وأنا بكل فخر أقول أن م. أمجد كان أحد مدرسيني الكرام الذين تكرموا وتعطفوا علي بعلمهم الزاخر فله مني كل الحب والإحترام , وأشهد أن من أشد المعجبين بشخصيتك الهادئة والرائعة , ختاما أوصيك أستاذي الكريم بتقوى الله في السر والعلن و تجديد نية طلب العلم في تلك البلاد النائية حتى لا يضيع جهدك هباءا منثورا ,
    وفي النهاية أقول لا تنسانا وكن معنا على الدوام ونعدك أننا سنتابع أخبارك عبر مدونتك باستمرار ....
    ولا تبخل علينا بتتمة القصة فنحن بانتظارها على أحر من الجمر ..

    ردحذف
  13. أشكر جميع الأخوة على التشجيع و على التعليقات الإيجابية و على النصائح الغالية... أسأل الله أن تكون في هذه التدوينات فائدة و منفعة للجميع ... و أسأل الله أن يرزقنا الإخلاص و الثبات.

    ردحذف
  14. تستحق كل خير يا عزيزي ... موفق وإلى الأمام

    ردحذف
  15. متابعه باذن الله بشغف ...... :)

    ردحذف