الخميس، 14 أبريل 2011

سر القفزة العجيبة!



المشهد:

كان الظلام الدامس يلف المكان، كنت أسير وحدي في ذلك الطريق الذي خلا تماماً من المارة ، كان كل شيء حولي يثير الرعب في نفسي ...


و مع ذلك، و على الرغم من هذا الجو الدراماتيكي المخيف واصلت السير في حذرٍ و ترقب...

و فجأة ... ظهر أمامي جسمٌ غريب ملأ قلبي هلعاً و فزعاً، لم أكد أستوعب ما أرى حتى بدأ ذلك الجسم بمطاردتي...

 انطلقت مسرعاً من دون تفكير، و بدأت أركض في اتجاهٍ عشوائي...  اندفعت بكل قوة في محاولةٍ للتخلص من هذا الشبح المخيف، و لكني فوجئت بأني أركض في اتجاه سورٍ مرتفعٍ يسد الطريق!!

للحظة شعرت باليأس، و بأني سأكون لقمةً سائغةً لهذا الشبح...

و لكن سرعان ما أدركت أن جسدي كان له رأيٌ آخر، فقد اتخذ قراراً سريعاً و حاسماً، و قفز من فوق ذلك السور برغم ارتفاعه !!! 

انتهت المطاردة عند هذا الحد ....  لقد كانت تلك القفزة العجيبة هي التي أنقذتني!

على الجانب الآخر من السور التقطت أنفاسي بسرعة....  ألقيت نظرةً خاطفةً على السور المرتفع.... جلست مسنداً ظهري إلى السور، ثم أطرقت أفكر و أقول في نفسي :

ما هذا الشبح الذي كان يطاردني؟  

كيف تمكنتُ من القفز من فوق هذا السور المرتفع؟  

هذه القفزة لم تأت من فراغ.

لا بد أن هناك طاقةً مخزونةً في أعماق نفسي هي التي مكنتني من القفز فوق هذا السور الذي لم أكن أقدر على تخطيه من قبل.

الدرس:

لقد تعلمت درساً عظيماً من هذا الموقف،  تعلمت أن في داخلي- و في داخل كل إنسان- طاقاتٍ كامنة و مواهبَ مدفونة كنت أنا – و الكثيرون مثلي – غافلين عنها جاهلين بحقيقتها، ثم إني قد عرفت ذلك الشبح الذي كان يطاردني، إنه "عقدة المستحيل"، تلك العقدة التي طالما طمست مواهبي و إبداعاتي، و قتلت طموحاتي و آمالي، فجعلتني أتقاعس عن كثيرٍ من الأعمال بدعوى العجز و استحالة التنفيذ، من اليوم فصاعداَ لن أعرف شيئاً اسمه المستحيل، فكل ما بإمكان البشر فعله ليس بمستحيل. سأبذل قصارى جهدي حتى أكون إنساناً منتجاً. سأسخر كل طاقاتي لخدمة أمتي و رفعة وطني، لن أكون عالةً على أحد، لن أرضى بذل الكسل و هوان الخمول، سأكون من اليوم إنساناً جديداً، يعرف أهدافه و يحددها بدقة، و يبذل كل غالٍ و نفيس في سبيل تحقيقها و الوصول إليها، لن أرضى بالدون، سأغرس قدمي في الثرى، و أرفع هامة همتي فوق الثريا.


التعليق:


عقدة المستحيل من أخطر الأمراض التي فتكت في جسد الأمة فأقعدتها عن العمل و ألقتها طريحة فراش اليأس و التخاذل و النكوص. و علاج هذا المرض هو باستفزاز الطاقات الكامنة، و التنقيب عن المواهب في بواطن النفوس، و استخراج الإبداعات من أعماقها كما تستخرج الدرر من جوف الصدف من اعمق أعماق البحر!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق