السبت، 1 مارس 2014

علمتني الحياة 14: باب النجاح الحصري

علمتني الحياة أن النجاح ابن السعي و أن الحظ و النصيب و الصدفة و الأقدار المقدورة هم جوائز السعي و ليسوا آباءه ولا أجداده!

المسافة بين النجاح و الفشل تقاس بأمتار البذل و أميال الاجتهاد لا بضربات الحظ و لا قسائم الـ"يانصيب" ...

من حالفه الفشل و رأي غيره يظفر بالنجاح..  عليه أن يتذكر لحظات الابطاء التي حالت بينه و بين الوصول ... و أن ينتبه إلى فوارق السعي التي أخرته ووضعت صاحبه في المقدمة ... 

سألوا أحدهم: "كيف تفوقت على خصمك؟" فأجاب: "كنت أستيقظ قبله بساعة" ... و ربما كان ينام بعده بساعة كذلك ...

علمتني الحياة أن الحظ و النصيب ما هما إلا حالات تزداد فيها احتمالات النجاح طردياً مع ازدياد السعي ... فمن جرب 10 مرات كان حظه و نصيبه 10 أضعاف من جرب مرةً واحدة ... و من زاد على أقرانه في أوقات البذل ساعة سبقهم بـ 60 متر .. كل دقيقة بمتر!

و اكتشافات الصدفة لا تأتي صدفة ... بل هي النتيجة الطبيعية لمقادير من السعي بُذلت بحدود تجاوزت الحد العادي عند بقية الناس ففاز صاحب السعي بصدفته ... و قعد الباقون لا صدف تأتيهم!

سألوا زميلاً لي في العمل: كيف وقعت على تلك الفكرة الرائعة؟ ... فأجابهم أنه تصادف أن ذهب إلى حضور ندوة فجاء فيها ما قدح في رأسه تلك الفكرة ... و الحقيقة أن لا غرابة في مصادفة تلك الصدفة لصديقي! ... فصاحبي هذا يذهب إلى ندوات ضعف ما يذهب إليه البقية ... و ربما له جلسات تفكير و تأمل في شؤون العمل راكمت في رأسه وقود أفكار كامنة كانت تنتظر شرارة الصدفة لتقدحها فتشعلها ناراً فتكون إبداعاً جديداً ...

حتى الأقدار التي نؤمن بنفاذها هي أقدار متعددة يدفع بعضها بعضاً و ليست قدراً واحداً جبرياً، و مشروعٌ لنا أن نفر من قدرٍ إلى قدر ... و لا يكون الفرار إلا بسعي ...

علمتني الحياة أن السعي هو باب النجاح الحصري ... و أن حكايات النصيب الضائع و الحظ العاثر و الأقدار الغالبة ما هي إلا بضاعة الكسالى الفاسدة في أسواق الفشل الكاسدة!

و لم أجد الإنسان إلا ابن سعيـه *** فمن كان أسعى كان بالمجد أجدرا
و بالهمة العلياء ترقى إلى العـلا *** فمن كان أعلى همــةً كان أظـهــــرا
و لم يتـأخـــــر من أراد تقدمـــــا *** و لم يتـقـــــدم من أراد تاخـــــــــــرا!

"و قل اعملوا"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق