علمتني الحياة أن الدنيا أدنى مما كنت أظن ...
عندما كنت طفلاً صغيراً و كانت أمي تعلمني أن الآخرة ستكون أحلى و أجمل لمن يفوز بالجنة ... أقصى ما كان يذهب إليه تفكيري حينها هو أنني سأكون قادراً على التحليق بجناحين أبيضين كالحمامة أو حتى بدون جناحين تكفيني شريطة حمراء كسوبرمان أو بساط ريح مزركش كذلك الذي كان يحمل سندباد و علاء الدين، و أن الطعام سيكون أشهى و أن الفواكه سيكون حجمها أكبر و طعمها ألذ ... و أن ألعابي لن تضيع أو تنكسر، و أن فقرة أفلام الكرتون في تلفزيون الجنة الرسمي ممكن أن تستمر إلى ما لا نهاية إذا أردت ... و أمثال هذا من الأشياء التي كنت أظن أنها غاية ما يميز الآخرة السامية عن الدنيا الدنيئة ...
ثم دار بي الزمان و مضت بي السنوات حتى اقترب عمري من نصف ما قسم الله لهذه الأمة من أعمار ... فوعظتني الأيام بأشياء لم تخبرني بها أمي ... أحسبها أخفتها عني إشفاقاً عليًّ و أملاً في أن يكون زماني أحسن من زمانها ...
علمتني الحياة أنها صعبة .. قاسية .. موحشة .... متوحشة ... يكثر فيها الظلم، و يعز فيها الإنصاف .. التعاون فيها استثناء و التحاسد هو الأصل ... أكبر ظالم فيها هو الإنسان ... و أكبر مظلوم هو الإنسان أيضاً ... أهم ما فيها هو المال .. ثم يليه المال ... ثم يليه المال ... أما البشر فهم أرخص من تراب الربع الخالي ... الواحد فيها يساوي ما معه من قروش ... و بقدر القروش تمتلئ الكروش وتقترب العروش ... و ليس لمن لا يملكها إلا النعوش ...
علمتني الحياة أنها كوميديا تراجيدية هزلية جادة تُتلى فيها نصوص النفاق العالمي على مسارح الجشع الدولي المفضوح ...حيث الكل يخدع الكل ... و الكل ينخدع من الكل راضياً مختاراً .... و كأنه تواطؤ على الاستهبال ... أو مؤامرة محكمة على العقل و المنطق ... أو عملية اغتيال متعمدة للضمير ... أو هي الجرائم الثلاثة معاً ...
اللسان معسول، و الكلمات طنانة رنانة تلتصق بالأسنان و تطرب لها الآذان: "السلم العالمي" ... "الأسرة الدولية".... "حقوق الإنسان" ... أما المضمون فخلاصته: "الانصياع التام أو الموت الزؤام" ... و كله بالقانون!
علمتني الحياة أنها ليست حفلة وادعة يفوز فيها من ظفر بقطعة الكيك الأولى أو من حصل على جائزة السحب العشوائي الكبرى في نهاية الحفل ... بل هي معركة شرسة و حرب ضروس طاحنة ... الفائز فيها هو من ينجو بضميره من الموت .. و من ينجو بعقله من العطب ... و من ينجو بروحه من الإفساد ... و من ينجو ببطنه من احتواء الحرام ... و من ينجو بذوقه و فطرته من التشوه ... و من ينجو بدينه من الضياع ...
نصف حياة كانت كافية لتفضح الدنيا و تكشفها عاريةً أمامي ... و لكن هل ما تناهى إليه علمي هو القاع؟ أم أن هناك أدراك أدنى و أحط و احقر لم تخبرني بها أمي و لم تكشفها لي الحياة بعد؟ أم أن القدر سيوافق تفاؤل أمي و يكون الغد أجمل ... أو أخف سوءاًُ على الأقل؟!
عندما كنت طفلاً صغيراً و كانت أمي تعلمني أن الآخرة ستكون أحلى و أجمل لمن يفوز بالجنة ... أقصى ما كان يذهب إليه تفكيري حينها هو أنني سأكون قادراً على التحليق بجناحين أبيضين كالحمامة أو حتى بدون جناحين تكفيني شريطة حمراء كسوبرمان أو بساط ريح مزركش كذلك الذي كان يحمل سندباد و علاء الدين، و أن الطعام سيكون أشهى و أن الفواكه سيكون حجمها أكبر و طعمها ألذ ... و أن ألعابي لن تضيع أو تنكسر، و أن فقرة أفلام الكرتون في تلفزيون الجنة الرسمي ممكن أن تستمر إلى ما لا نهاية إذا أردت ... و أمثال هذا من الأشياء التي كنت أظن أنها غاية ما يميز الآخرة السامية عن الدنيا الدنيئة ...
ثم دار بي الزمان و مضت بي السنوات حتى اقترب عمري من نصف ما قسم الله لهذه الأمة من أعمار ... فوعظتني الأيام بأشياء لم تخبرني بها أمي ... أحسبها أخفتها عني إشفاقاً عليًّ و أملاً في أن يكون زماني أحسن من زمانها ...
علمتني الحياة أنها صعبة .. قاسية .. موحشة .... متوحشة ... يكثر فيها الظلم، و يعز فيها الإنصاف .. التعاون فيها استثناء و التحاسد هو الأصل ... أكبر ظالم فيها هو الإنسان ... و أكبر مظلوم هو الإنسان أيضاً ... أهم ما فيها هو المال .. ثم يليه المال ... ثم يليه المال ... أما البشر فهم أرخص من تراب الربع الخالي ... الواحد فيها يساوي ما معه من قروش ... و بقدر القروش تمتلئ الكروش وتقترب العروش ... و ليس لمن لا يملكها إلا النعوش ...
علمتني الحياة أنها كوميديا تراجيدية هزلية جادة تُتلى فيها نصوص النفاق العالمي على مسارح الجشع الدولي المفضوح ...حيث الكل يخدع الكل ... و الكل ينخدع من الكل راضياً مختاراً .... و كأنه تواطؤ على الاستهبال ... أو مؤامرة محكمة على العقل و المنطق ... أو عملية اغتيال متعمدة للضمير ... أو هي الجرائم الثلاثة معاً ...
اللسان معسول، و الكلمات طنانة رنانة تلتصق بالأسنان و تطرب لها الآذان: "السلم العالمي" ... "الأسرة الدولية".... "حقوق الإنسان" ... أما المضمون فخلاصته: "الانصياع التام أو الموت الزؤام" ... و كله بالقانون!
علمتني الحياة أنها ليست حفلة وادعة يفوز فيها من ظفر بقطعة الكيك الأولى أو من حصل على جائزة السحب العشوائي الكبرى في نهاية الحفل ... بل هي معركة شرسة و حرب ضروس طاحنة ... الفائز فيها هو من ينجو بضميره من الموت .. و من ينجو بعقله من العطب ... و من ينجو بروحه من الإفساد ... و من ينجو ببطنه من احتواء الحرام ... و من ينجو بذوقه و فطرته من التشوه ... و من ينجو بدينه من الضياع ...
نصف حياة كانت كافية لتفضح الدنيا و تكشفها عاريةً أمامي ... و لكن هل ما تناهى إليه علمي هو القاع؟ أم أن هناك أدراك أدنى و أحط و احقر لم تخبرني بها أمي و لم تكشفها لي الحياة بعد؟ أم أن القدر سيوافق تفاؤل أمي و يكون الغد أجمل ... أو أخف سوءاًُ على الأقل؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق