السبت، 22 فبراير 2014

علمتني الحياة 11: حقيقة التوفيق الرباني

علمتني الحياة أن التوفيق الرباني ليس مجرد مسألة من مسائل الغيب التي يصدقها المؤمن حين تسكن حقيقة الإيمان في قلبه، و إنما هي كذلك مسألة حسية يمكن أن يلمسها و أن يراها من يدقق النظر و يراقب، و من يحرص على محاسبة نفسه و البحث عن الأسباب الكاملة التي تقف وراء نجاحاته و إخفاقاته.

فكم مرة كنت عند ميكانيكي السيارات - مثلاً- أنتظر إصلاح سيارتي و أنا أتذكر ذلك الذنب الذي اقترفته في اليوم الماضي فكانت النتيجة أن تعطل ترس فتح و إغلاق الشباك، أو تسرب على إثره سائل المقود، أو انثقبت أنبوبة العادم!

و كم مرة تذكرت فيها ما قدمته من حسنة بين يدي عمل تكلل بالنجاح كان هناك من الأسباب المادية ما يجعل هذا النجاح صعباً إن لم يكن شبه مستحيل أو مستحيل!

كنت أظن قديماً أن التفسير لهذا الاقتران بين الحسنة و النجاح أو السيئة و الإخفاق هو أن أعمال الإيمان الحسية هي بحد ذاتها ضابطة و مهذبة لسلوك الإنسان بحيث تجعل أداءه في المهمة التي هو بصددها أفضل فيكون التوفيق ... كأطره مثلاً على تنظيم وقته بحسب أوقات الصلاة فيتعاظم إنجازه، أو دفعه إلى الاتقان المأمور به في الحديث الصحيح.

و لكني بعد طول تأملٍ و مراقبة وجدت أن الأمر أبعد من ذلك، و أن أعمال الإيمان بالإضافة إلى أثرها الحسي هذا، لها أثر أقوى و أشد يتجاوز الحسيات، و يكسر جدران الأسباب، و يخترق حواجز المألوفات فترى العين ما قد تفشل الأرقام في حسابه!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق