السبت، 22 فبراير 2014

علمتني الحياة 5: قوة المجموع!

علمتني الحياة أن الفرد الواحد مهما كان ألمعياً و عبقرياً و موسوعياً و صاحب خبرات زاخرة يبقى فرداً محدود الامكانيات، من السهل أن يقع في الارتجال، أو الاستعجال، أو سوء التقدير، أو الانحصار في زاوية واحدة من زوايا التفكير، أو أن يتورط في اتخاذ قرارات مبنية على معلومات غير دقيقة أو ناقصة، أو أن يخضع لتقلبات الأمزجة و الهمم التي لا ينجو منها بشر فيتقلب أداؤه معها بين صعود و هبوط.

العمل المؤسسي الجماعي المتناغم الذي يدار بروح الفريق و بآليات إدارية سليمة هو وحده القادر على معالجة تلك المثالب و جبر تلك النواقص و التقليل من أخطارها ...

و لهذا الكلام قرينة في عالم الكمبيوتر يفهمها أهل التخصص إذ أن فكرة بناء سوبر كمبيوتر بمعالج مركزي واحد فكرة متروكة هجرها العلماء منذ زمن بعيد و لم تعد مستخدمة، و حلت محلها شبكات الحوسبة التي تتكون من كمبيوترات كثيرة مترابطة تعمل معاً و تتعاون في تنفيذ المهام، و تتقاسم تخزين المعلومات و معالجتها.

و هذا تماماً ما يحصل في البشر إذا ترابطوا و اشتبكوا في صورة مؤسسية منظمة راسخة الأركان متناغمة ... بحيث تصبح مجاميع الذكاء و الشجاعة و الخبرة و الإخلاص التي يتحلى بها الأفراد تشكل كتلة واحدة تمتلك سوبر ذكاء، و سوبر شجاعة، و سوبر خبرة، و سوبر إخلاص.

لهذا فإنني أثق بقدرة فريق عمل منظم من عشرة أشخاص متوسطي الذكاء و الخبرة يفكرون معاً و يعملون معاً أكثر بمائة ضعف من مقدار ثقتي بقدرة فرد مهما بلغ ذكاؤه و مهما بلغت خبرته!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق