الثلاثاء، 18 مارس 2014

خواطر على طريق النهضة: 5 - لا تتأخر!

هذه الخاطرة الخامسة من مجموعة خواطر نثرية أدبية كتبتها منذ 6 أعوام تحكي قصة رمزية لأحد صناع الحياة جلس دهراً طويلاً في بيت السلبية و النكوص، و بعد أن التذع قلبه لحال وطنه و أمته قرر أن ينهض و أن ينتفض و أن يخرج من سلبيته إلى طريق الإيجابية و صناعة الحياة و النهضة. 

الخاطرة الأولى كانت بعنوان "المفتاح و رسالتها الأساسية أن أول خطوة في طريق العمل من أجل نهضة الأوطان هي عقد نية خالصة لا تخالطها مصالح شخصية أو مطامع دنيوية أو حظوظ نفس.

الخاطرة الثانية كانت بعنوان "غذ روحك .. و اكتملو رسالتها أن مشوار النهضة يحتاج إلى زاد و تكوين إيماني و علمي و مهاري و جسماني متكامل.

الخاطرة الثالثة كانت بعنوان "هل يقف؟"  و رسالتها أن مساعي النهضة تحتاج إلى إيجابية عالية و استعداد للبذل و العطاء و الفناء،  و إقدام إلى الأمام ... بلا توقف! 

الخاطرة الرابعة كانت بعنوان "ارفع راية"  و رسالتها أن من واجب صانع الحياة أن يكون عنصر تحفيز و تحريك لمن حوله .. فيكون هو المبادر و حامل الراية ثم يجمع من حوله نفر كثير متنوعي المهارات و القابليات ليكونوا هم نواة النهضة و مشروعها الأول.




الخاطرة الخامسة:  لا تتأخر!



لما نزل قول الحق : ( فاصدع بما تؤمر ... )  و كان الإيذان بالصدع ... ارتقى سيد الصانعين -صلى الله عليه و سلم - ربوة الصفا و هتف بقومه : (ياصباحاه !!) ...

نداء الصباح ... بعد أن أطنب ليل الجاهلية و طال
نداء النور ... بعد أن احلولك ظلام الشر  و اشتد
نداء الهداية ... بعد أن جلجلت نداءات الضلالة دهراً 
نداء الدعوة الصارخة الصادحة الصادقة إلى طريق العدل و الحرية .... طريق النهضة و البناء و صناعة الحياة ...

و على نفس النهج ... لما لامست (ارفع للنهضة راية ) سمع صانع الحياة و قلبه،   نهض من فوره، و ارتقى ربوة الصفاء، و رفع  راية الخير بيمناه، و هتف بالسائرين: ( يا صباحاه! ) ثم انشد يخطب:

قم نعد عدل الـهداة الراشـديـن *** قم نصل مجد الأباة الفاتحيـن
قم نفكَّ القـيــــــد قد آن الأوان *** شقي الناس بدنيا دون ديــــن
فلنعدها رحمـة للعـالميــــــــن *** لا تقل: كيف ؟، فإنا مسلمون
يا أخا الإســلام في كل مكـان *** اصعد الربوة و اهتف بالأذان
وارفع الراية في أعلى مكان *** و املأ الآفاق : إنا مسلمــــون
مسلمون مسلمون مسلمـــون *** حيث كان الحق و العدل نكون

ثم يرفع عقيرته مرةً أخرى مردداً  هتاف من سبقوا:

(لابد من طليعة ، تعزم هذه العزمة ، وتمضي في الطريق)

( و الثلاثة يصبحون عشرة ، و العشرة يصبحون مائة، و المائة يصبحون ألفا، و الألف يصبحون اثني عشرة ألفا ... )  بإذن الله!

كان من صاحبنا الهتاف ... بإخلاصٍ ... و صدقٍ ... و حرص...  فكانت الاستجابة من أرهاط الخير ... بإقبالٍ... و إصرارٍ ... وإقدام ... و انحازت قوافل الأخيار إلى راية الخير ...  ومضت قافلة الرواحل:

(وجهتها معروفة واضحة ... و خطاها وئيدة ثابتة .... نجائبها لا تعوقها العوائق، و لا تلتفت إلى الوراء ....  دليلها حداء، لا تزعجها صرخات النشاز ، و لا يحول دون سيرها همس الإغراء ..)(1)

(تمضي هادئة... و لكنها أقوى من الزوابع العاصفة ... 
تمضي متواضعة...لكنها أعزمن الشم الرواسي ... 
تمضي بخطىً محدودة....لكنها أوسع من حدود الأقطارالأرضية جميعاً...
تمضي خالية من المظاهر الزائفة والبهرج الكاذب ....ولكنها محفوفة بجلال الحق، وروعة الوحي، ورعاية الله ...
تمضي مجردة من المطامع والأهواء والغايات الشخصية و المنافع الفردية .... ولكنها تورث الملتحقين بها السائرين بركبها السيادة في الدنيا، والجنة في الآخرة. )(2)

تمضي قافلة الرواحل ...   و الحادي يناديك:   يا أخي اركب معنا...

ماذا تنتظر..؟!!!
هيا
اسرج خيلك...
امتطِ صهوة جوادك...
خذ بعنان فرسك ...
الحق بالركب ... 
ولاتتأخر!!
انهض وشاركنا بصوتك ... وقلمك ... ومسطرتك ...ومشرطك ... و فأسك ....و دفترك ....و عقلك .... و مواهبك .... و إيجابيتك .... و حبك للخير .... و إخلاصك ....  ولاتتأخر !

فالصامت .... متأخر 
والمتفرج .... متأخر
و القاعد.... متأخر
و الناظر إلى الوراء.... متأخر
والراضي بالدون.... متأخر
و السلبي.... متأخر
و صاحب الهمة الدنيئة.... متأخر
وصاحب القلم الجاف.... متأخر
وصاحب الطاقة المخزونة غير المتفجرة.... متأخر
و صاحب المواهب المخفية... متأخر
وصاحب الإبداعات الكامنة المتوارية.... متأخر

متأخر.... و الحادي لا ينتظر ....
متأخر.... و الفرص قلائل...
متأخر.... و العمر محدود ...
متأخر.... والله يسأل عن العمل....
متأخر .... والقافلة تمضي قدماً....
متأخر ... و سوف يندم ...
ولات حين مندم !!

فالحق بالركب هيا...

و لا تتأخر!!


و إلى لقاء قريب قادم مع خواطر على طريق النهضة





-----------------------------------
(1) الفقرة مستفادة من مسافر قي قطار الدعوة بتصرف
(2) الفقرة من تحت راية القرآن بتصرف

هناك تعليق واحد: